في بعض الأحيان تبدو الأيام أمامي شاحبة , أحاول عندها أن أغير شيئاً من ملامحها حتى يعود لها جمالها وشموخها ..فالأماكن موحشة .. وإيقاع الزمن تغلب عليه الرتابة ..وأجد نفسي وأقفا في منتصف الطريق ..كثيرون حولي ولكن لا أراهم , وأحيانا أعتقد أنهم أيضاً لا يروني ..والصباح لايختلف كثيرا عن المساء .. والليل يحمل خلفه النهار ..ما أريده بعيد ا , وما لاأريده يزعجني
الأشياء عندي لا يحكمها العدد ولكن تحكمها القيمة .. وفي لحظات الانكسار الكبرى في تاريخ البشر .. يمكن للإنسان أن يبحث عن لحظة توازن يأوي إليها وينقذ بها نفسه من شبح الإحباط ... وإذا كان ذلك يحدث في تاريخ الشعوب فهو يحدث في حياة الإنسان ..
حينما أشعر بالألم والمرارة من لحظة زمن يمكن أن أمسك بلحظة أخرى منحتني السعادة وأسترجعها , وأعيش معها كأنها كانت بالأمس ...
وحينما يبدو تجاوز من إنسان أحبه أبحث عن تذكاراتي معه وأجد أشياء كثيرة منه أسعدتني , وحينما تطوف في خيالي لحظة موحشة ... أفتح صفحة الأيام الجميلة .. فأجد أناسا أحببتهم .. وأجد أفراحا وأياما جميلة جمعتني بهم ... وتبدو صورة الأشياء الجميلة أكثر بريقا من كل الوجوه الموحشة حولي ..
فإذا وجدت طريقا موحشا أسير فيه أحاول أن أتذكر لحظة جميلة عشتها يوما عليه .. وإذا وجدت إنسانا كريها يقف في وجهي أحاول أن أذكر عشرات الوجوه الجميلة التي رأيتها في رحلتي مع الحياة ..., وإذا أنطلق سهم ليسكن قلبي ... حاولت أن أبحث عن مئات الزهور التي لاحت أمامي ذات يوم وأفترشت طريقي .. وإذا شعرت بمرارة جحود أو إساءة تذكرت نماذج كثيرة أعطت .. وصدقت ... وأحبت .... وأخلصت .
لا ينبغي أبدا أن نترك الواقع يحاصرنا وإذا كنا غير قادرين أن نواجه ملامحه القبيحه فيجب ألا نفقد إيماننا بقدراتنا على أن نواصل أحلامنا في زمن أجمل ....
يخطئ كثيرا من يضع كل حساباته على اليوم ...
فاليوم الذي نعيشه كان بالأمس طيفا .. وغدا يصبح ذكرى .. وما دام الإنسان قادراعلى أن يحلم ..ويعطي ويحب .. فلا ينبغي أبدا أن يجلس على أطلال يوم موحش ويبكي عليه ...
لدينا الأمس بذكرياته ... ولدينا الغد بكل الأمل فيه ... ولدينا الحياة باتساعها ... ولدينا البشر باختلاف جوانب القبح والكره... والجمال فيهم
المهم ألا نقف عند نقطة واحدة ونتصور أنها نهاية الكون .... فليس للكون نهاية ...