من هم أعداء الإسلام ؟
بمفهوم بسيط ،المسلمون هم الذين يديننا بالإسلام ولكنهم لا يمتلكون وثيقة ملكيته،فالإسلام دين الله تعالى الذي ارتضاه للناس كافة ، لم يقصد به أمة العرب خاصة، إنا أرسلناك للناس كافة بشيرا ونذيرا لذلك لما نعتقد خطأ ملكيتنا الإسلام نكون من غير شك نسيء للإسلام ولأنفسنا في آن،لأن الإسلام ليس دينا بشريا يتصرف فيه الآدميون كيفما شاءوا، فهو منهاج رباني شمل عبادات لا يحب الله سبحانه أن يعبد إلا بها ،ومعاملات تحدد الكيفيات الصحيحة التي ترقى بعلاقاتنا إلى مستوى التكريم الذي خصنا الله به من دون سائر مخلوقاته، وحد فيه حدودا لا يمكن تجاوزها ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه فحلاله بين وحرامه بين ، وما اشتبهنا فيه نتقه.أما الإساءة لأنفسنا فتتبدى في عمق جهلنا حين نعتقد أنه بحكم نزول الوحي على واحد منا وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، وبلغتنا ، وهو الدين الذي ندعي أننا نؤمن به ،نكون قد أوتينا مبررات التملك.وهذه هي لطخة الجهل التي أعمت بصائر الكثيرين منا وذهبت بهم مذاهب رعناء جاهلة وجهولة أودت بنا وبديننا مواطن التهلكة.
نحن مسئولون شرعا على تبليغه للناس بحكم نزوله فينا وبلغتنا ولكن بطرائق تكون جديرة به كدين عظيم ، نقي، طاهر، راق، بعيد عن كل مسببات القهر والظلم والاستبدادوالاستلاب وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس وليس كما يفعل البعض منا وبكل أسف ومرارة يقدموننا للناس بصورة وحشية دموية فيها كل أصناف التخلف والعفن،وبأشكال أقل ما يقال عنها أنها كريهة مقززة ومنفرة، ثم ترانا بعد ذلك متباكين على ما يحصل لنا ولديننا على أيدي أعدائنا.
إننا نمثل التخلف بكل أبعاده، تخلف صار عندنا راسخا اجتماعيا وموروثا تاريخيا،وهو ما يخالف روح الإسلام وجوهره، وبأدق التفاصيل(جهل، فقر، مرض) ، ثم نقول للناس تعالوا اعتنقوا ديننا الذي يعتقد هؤلاء أنه هو الذي شكلنا على هذه الشاكلة المشينة التي نحن عليها لكوننا نحن الذين نقول لهم ذلك بملء أفواهنا وبملء أفعالنا، نقهر المرأة وندوس على أبسط حقوقها في الحياة ، ونعتبرها عورة، لا مكان لها إلا في فراش النوم، وندعي أنه هذا هو جوهر الإسلام، نلغي حرية التعبير والتفكير والإبداع، ونسجن ونعدم وننفي كل من يخالف ذلك، و نكفر بالإنسان وبالديمقراطية والانتخابات، فلا نمارسها تماما أو نقوم بكل حقارة بتزويرها ، ثم ندعي أننا مسلمون ،نركن إلى الملذات وننفق أموالنا في العلب الليلية في بلاد الغرب وفي دور قمارها ، ثم نتمظهر بمظاهر الإسلام.نلبس مسوحا شبيهة بمسوح سدنة المعابد بلحى طويلة ورؤوس حليقة وسراويل قصيرة ، حتى صرنا نماذج أبعد ما تكون عن الآدمية المكرمة ، ثم ندعي أن ذلك من جوهر السنة المحمدية ، نكفر بالإبداع العلمي والتكنولوجي ، ونقول أن التصوير حرام ، والتلفاز حرام، وندعي انه من جوهر الإسلام.
ولو أطنبت لما أنهيت، إننا ننسف أي جسر يقيمه الآخر بينه وبين الاسلام
إننا نحرض العالم كي يمقتنا وديننا وقد لا أبالغ إن قلت :
إذا كان للإسلام أعداء حقيقيون فهم نحن.دمتم بألف خير .