أختيار الأصدقاء

ذهبت الى جدتي ذات يوم وأنا حزينة باكية تبدو علي آثار
الندم وخيبة الامل .. فسألتني جدتي : ماذا بك ياابنتي؟ ما
الذي أصابك ؟
فأخبرتها بما حدث مع صديقتي قائلة : تخيلي ياجدتي..
إنها من كنت أعتبرها صديقتي .. لقد خذلتني حين احتجتها..
خذلتني ولم تقف معي في شدتي ، وقد كنت على حق ولكنها لم تنصفني .


فقالت لي جدتي: مهلا..مهلا ، فما الذي حصل بالظبط ؟
- بالامس حصل سوء تفاهم بيني وبين إحدى زميلاتي في الصف ،
وقد كنت انا المحقة ، وجائت معلمتنا لتحل الخلاف وطلبت من تشهد معي
بأني صادقة ، فنظرت الى صديقتي ولكنها أشاحت بوجهها عني وكأنها
لاتعرفني ، بل والقت اللوم علي أمام المعلمة ، واتهمتني بأني انا المخطئة ،
ثم قالت لي كلاما جارحا أمام زميلاتنا في الصف . لقد صدمت منها بشدة فلن أتوقع
منها ذلك ، فقد كنت أعطيها كل ماتريد حتى أقلامي ودفاتري . فما رأيك ياجدتي هل
انا المخطئة ؟؟؟
فأجابت جدتي : - حسنا ياابنتي .. سأجيبك بكل صدق وصراحة ، ولكن لا أريد منك
ان تغضبي من الحقيقة .
- حسنا ياجدتي .. كلي آذان صاغية .
- نعم انتي المخطئة ، وقد أخطأت خطأً فادحا في حق نفسك . أخطأت لأنك اخترت
الطالبة الخطأ لتكون صديقتك . واخترتيها دون ان تختبريها في مواقف مشابهة من قبل.
ولأنك كنت ساذجة في تعاملك معها فأعطيتها بلا حدود . وكنت متساهلة معها إلى أقصى درجة .
أنا لا أقول لك تكوني معطاءة ولكن لاتكوني ساذجة فتستغلك ضعيفات النفوس .
فليكن عطاؤك بحدود ، وليكن يكن لديك بعد نظر ، وقد قيلا قديما : لاتكن لينا فتعصر ولا تكن
صلبا فتكسر . هل فهمت ماأعنيه ياابنتي ؟!
- ياجدتي .. وأعدك بأن أحسن اختيار صديقاتي في المستقبل .. وأن أكون معتدلة في عواطفي
وتعاملي مع الآخرين .

هذه قصة جميلة لأختيار الأصدقاء ولكن على لسان بنت وجدتها
نقلتها لكم للعبرة