بسم الله الرحمن الرحيم
ثورات الشعوب تسرق في غفلة الأبرياء !.!!!!
مناضلون يقاتلون قواعد التسلط والقمع لتعديل كفوف الموازين .. ثميستشهدون في سبيل العدالة والرفاهية والإنصاف .. لتكون مفاتيح الفرج بأيديهم فيموتواأبطالاً يقدمون الأرواح فداءَ .. ولكن المحصلةعندنا عادة تنتهي عند مشارف المقابر حيث يلتقي القاصي والداني .. ويلتقي الصادقوالخائن .. ويلتقي النظيف والعميل .. ويلتقي الشاكي والباكي والمتباكي في حضرةالأحداث التي تواكب ولادة الفجر الجديد .. ثم هنالك تتوالى المجريات لتفرز منأرحامها نوعية من الخلق ونوعيات من الجديد العجيب .. فهناك المتسلقون وهناك أثرياءالحروب وهناك الانتهازيون الذين يسرقون المفاتيح من أيدي الشهداء الأبرار تحت مكروترصد ودهـاء .. ليختلسوا بها ثمراتالثورات .. ويجعلوها مطية للأطماع الذاتية .. وفي لحظات تموت الفرحة في القلوبوالوجدان .. وتنقلب الأعياد لنكبات حصادها الأحزان والحسرات .. ثميبدأ مشوار المعاناة من جديد ! .. تلك هي قصة الشعوب المغلوبة على أمرها في هذاالزمن العجيب .. ويبتسم الشهيد في قبره والظن منه أنه ترك إرثاَ يجلب له الثناءوالشكر .. فإذا به يترك إرثاَ يجلب كارثة أوجع من سابقة .. وقد تكون السابقة أفضل حالاً من حاضرة في قياسدرجات الجحيم .. وذاك الشهيد يترك واقعاَيجلب عليه اللعنات والسخط بدلاَ من الحسنات .. والماضي الذي كان يتوشح بظلمات فرد أو أفراد تتمثل في قلة تجلب الموتوالهلاك للناس يتحول إلى حاضر لفرق وجماعات تمثل الموت والهلاك .. وهي خلاياكخلايا السرطان ليس لها نهاية .. تنتشر في عروق المجتمعات .. فرق تتوغل في متون الجماعات والجماعات .. ثم لا تتقيد بالأصول والأعراف .. ولا تفيدمعها ذلك النوع من العلاجات من ثورات وانتفاضات .. مصيبة كانت محصورة ذات يوم فيزاوية معلومة الحسب والنسب .. فإذا بها تصبح مجهولة الهوية .. غدارة السمة .. تلبسطاقية الإخفاء لتضرب كيف تشاء !! .. تلك تجارب مررنا بها في ثورات الشعوب من قبلكما في السودان وفي بلاد أخرى .. والآن نراها تتمثل في بقاع الربيع .. صورة مطابقةلما جرت من قبل .. فلا نلاحظ فرحة الانتفاضات بكمال النعمة والرفاهية في أحوالالشعوب .. بل نراها تتباكى كما كانت في الماضي وبدرجة أكبر .. ننظر هنا وهناك فيميادين الربيع اليوم في كل الدول التي مر بها الربيع ونشاهد الذي يجري .. فلا نسمعإلا صيحات الألم والحسرة والشكاوى ..والديباجة تتكرر بنفس المنوال وبنفس الشعارات ( الشعب يريد إسقاط النظام ) ..والشعب لو تمعن لأدرك أن الإسقاط ما هو إلا جدل من حزمة تدور في حلقة مفرغة ..الجديد مثل القديم والقديم مثل الجديد .. ولا جديد تحت السماء .. وتلك الشعاراتتتحول تلقائياَ إلى سلاح من يفقد الحيلة .. وما البديل القادم بأفضل من بديلسابق .. والحكمة ليست في التبديل والإسقاط ولكن الحكمة في ذات الإنسان .. حتى ولو تم إسقاط مليون نظام ونظام .. فذلكلا يعني الفلاح والنجاح .. لأن البعض يعيشفي وهم من الأحلام التي تماثل أحلام اليقظة .. ويريدها أن تتحقق بين ليلة وضحاها.. ولا يراها حقائق تحتمل الصبر وتحتملالتخطيط العلمي المواكب لفترات زمنية تسترد فيها الأمور عافيتها .. وذلك إذاافترضنا سلفاَ خلو الساحات من الخونة والمتسلقين .. ومصاصي الدماء السارقين لدماءالشهداء .. والناهبين لثورات الشعوب .. وما أكثرهم اليـوم .